الخديعة الكبرى – الجزء الثاني عشر-

تهويد مدينه القدس

  • تهويد مدينه القدس
  • تهويد مدينه القدس
  • تهويد مدينه القدس

اخرى قبل 4 سنة

الخديعة الكبرى – الجزء الثاني عشر-

تهويد مدينه القدس

د.سالم سريه

ث- الجدار العازل:

يتحدث امين عواد (ص 176-187)بشكل تفصيلي عن الخلفية العنصرية وسببية بناء الجدار العازل وارتباطه بانتفاضة الاقصى عام 2000 وأثاره الانسانية والسياسية والديموغرافية فيقول: في نيسان عام 2002 قررت حكومة الاحتلال بزعامة شارون اقامة جدار اسمنتي فاصل او عازل وخلال اقل من شهر تمت المصادقة على المرحلة الاولى من المخطط والذي يبلغ طوله 360 كم من مجموع 709 كم طول الجدار بأكمله . وكانت مدينة القدس من اكثر المدن تأثرا من مشروع هذا الجدار الذي جاء تطبيقا عمليا لمخطط (القدس الكبرى)الاستعماري التوسعي .ان هذا الجدار الذي يسير بشكل متعرج سيفصل القدس الشرقية على طول 168 كم عن باقي مناطق الضفة الغربية . ويتراوح عدد المقدسيين الذين باتوا خارج حدود الجدار العازل بين 80 ألفًا و 120 ألفًا، وكلهم مهدّدون بفقدان بطاقاتهم الزرقاء. وقد نجمت عن الجدار آثار سلبية كبيرة في حياة المقدسيين. على صعيد التعليم والخدمات حيث يضطر 20 % من طلاب القدس، و 19 % من معلميها، و 37 % من موظفي الخدمات لاجتياز الجدار يوميًّا، وهذا يعني حصول تأخير يوميّ، وعرقلة دائمة. وعلى صعيد الصحة انخفض عدد الفلسطينيين الذين يقصدون مستشفيات القدس بسبب الجدار. وعلى الصعيد الاقتصادي برزت آثار كارثية بسبب فصل المزارعين عن حقولهم، والعمال عن مراكز عملهم، وعرقلة حركة العمل والتجارة؛ ما أسهم في رفع نسبة الفقر بين المقدسيين إلى أكثرمن . 75 % وعدا عن كون الجدار يلتهم اراضي من الضفة الغربية إلا انه مصمم لشطر شمال الضفه عن جنوبها بحاجز بشري يهودي يصل الى مليون مستوطن كما هو مخطط له .

وعمل الجدار على عزل القدس عن عدد من المدن الفلسطينية من بينها رام الله وبيت لحم الى جانب بعض البلدات التي تميزت بعلاقتها مع مدينة القدس.ويقطن بها مئات الاف الفلسطينيين المرتبطين بالقدس بطرق واشكال متنوعة.خاصة تلك القرى والبلدات المحاذية للحدود الشرقية والشمالية الشرقية مثل :الرام وضاحية البريد وحزما وعناتا والعيزرية وابوديس والسواحرة الشرقية والشيخ سعد والتي يعيش فيها ما يقرب من مائة الف مواطن فلسطيني من حملة الهويات الاسرائيلية.وترتبط هذه الضواحي – من خلال البناء العمراني المتواصل – مع الاحياء الواقعة داخل مناطق نفوذ القدس ولم تكن للحدود البلدية المصطنعة اية ابعاد وتأثيرات على واقع حياة السكان حتى بناء الجدار.ومن جهة اخرى قطع الجدار الفاصل تجمعات سكنية وفصل الجيران والعائلات عن بعضها البعض كما هو الحال في ابو ديس على سبيل المثال .وفي الجهة الشمالية الغربية من مدينة القدس يوجد خمسة عشرة الف مواطن فلسطيني يقطنون في خمس قرى هي (بيرنبالا والجيب والجديرة وقلنديا وقسم من بيت حنينا) التي عزلت وحوصرت بشكل كامل في جيب اطلق عليه جيب بير نبالا حيث يحاصرهم الجدار من ثلاث جهات وعلى الجهة الرابعة اقيمت بوابة عسكرية تبقى مغلقة امام سكان بير نبالا.

ج- هدم البيوت:

ان هدم البيوت يشكل سياسة متصاعدة لدى الاحتلال منذ عام 1948 ولا يزال مستمرًا. وتشير المعطيات إلى أن الاحتلال هدم نحو 1085 منزلً في القدس بين عامي 2000 و 2015 ، وتضرر من ذلك أكثر من 5637 مقدسيًّا، وفي ما يأتي رسم بياني مرفق يبيّن أعداد البيوت التي هدمها الاحتلال بين عامي 2000 و 2015 2:رسم توضيحي يبيّن أعداد البيوت التي هدمها الاحتلال بين عامي 2000 و2015يتذرع الاحتلال بأنّ المباني التي يهدمها غير مرخصة، فيما تفرض سلطاته شروطًا تعجيزية ومُكلفة على المقدسيين للحصول على رخصة البناء التي تصل كلفتها لشقة سكنية بمساحة 100 م2 إلى نحو 50000 دولار أمريكيّ.ان (اسرائيل) تفرض على المواطن الفلسطيني الذي اتم بناء منزله دون ترخيص اعادة الوضع القائم كما كان قبل ان يتم البناء اي هدم منزله بنفسة او يدفع للكيان تكاليف الهدم الباهظة.فعلى سبيل المثال:قامت البلدية بجباية 25.5 مليون شيكل في الفترة 2001-2006 اي ما قيمته حوالي 6.07 مليون دولارعلى شكل غرامات للمباني الغير مرخصة .كما يتم العقاب الاسرائيلي بمصادرة معدات البناء لارهاب المقاولين وردعهم عن تقديم خدمات البناء . ويتكرر على نحو متزايد السجن لمدة (3-6) اشهر لكل من يبني بدون ترخيص .

ويقول الباحث هشام يعقوب : لقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في نهاية عام 2015تقريرًا ذكرت فيه أن 7 % فقط من رخص البناء في القدس تُمنح للفلسطينيين، وقال التقرير إنه في عام 2014 أصدرت سلطات الاحتلال 3238 رخصة بناء في القدس، وكانت حصة المقدسيين منها 188 رخصة فقط.ويضيف تقرير هآرتس أنه على مدى السنوات الخمس الممتدة من 2010 إلى 2014 أصدرت سلطات الاحتلال 11603 تصاريح للبناء في القدس، حظيت الأحياء العربية ب 878 تصريحًا منها فقط.واللافت أنّ التقرير تحدث عن انتقائية الاحتلال المدروسة في إعطاء التراخيص للمقدسيين حيث يضاعف من إعطائها في المناطق البعيدة عن مركز مدينة القدس، ويشجع على نزوح المقدسيين إلى أطراف القدس أو خارجها، وتتجلى هذه السياسة بوضوح عند معرفة أن ثلثي التصاريح الممنوحة للمقدسيين في العام الماضي كانت في منطقة بيت حنينا شمال القدس .ان تجاهل الاحتلال لحقّ المقدسيين بالحصول على رخصة للبناء، في مقابل تقديم كل التسهيلات للبناءالاستيطاني دفع المقدسيين للبناء بمعزل عن انتظار موافقة السلطات الإسرائيلية كاستجابة طبيعية لمتطلبات السكن لأي مجتمع ينمو ويتزايد.وتتحدث الأرقام الصادرةعام 2000إن 15,000 وحدة سكنية أي 28 %على الأقل من مجمل البيوت الفلسطينية الواقعة في القدس الشرقية قد بنيت بشكل مخالف لأسس التخطيط الإسرائيلي،ونتيجة لذلك فإن 60,000 من السكان الفلسطينيين على الأقل مهددون بهدم منازلهم، وتعتبر هذه التقديرات متواضعة وقد تصل النسبة إلى % 46 ، ويضيف التقرير أنّ النمو السكاني الطبيعي للمقدسيين يتطلب بناء 1500 وحدة سكنية في السنة، فيما يمنح الاحتلالُ المقدسيين نحو 150رخصة بناء فقط في العام، وهي تستوعب نحو 400 وحدة سكنية، وهذا يعني أن الفارق بين حاجة المقدسيين إلى السكن، والأبنية المسموح بها من قبل الاحتلال تصل إلى 1100 وحدة سكنية في العام.

الهوامش :

1-اطروحة ماجستير بعنوان (سياسة التهويد الاسرائيلية في القدس الشرقية وتبعاتها في ظل العملية السلمية- (1993-2010 )اعداد امين يحيى احمد عواد –جامعة النجاح الوطنية –فلسطين المحتله (يمكن تحميلها من الانترنت-حافلة بعشرات المصادر .

2- هشام يعقوب –ورقة عمل بعنوان مخططات الاحتلال لتهويد القدس مقدمة الى ورشة العمل التي عقدت في بيروت 26-10-2016-مؤسسة القدس الدولية.ورقة ثرية بالمعلومات اقتبسنا منها الكثير -كل الاشكال البيانية من هذا المصدر –وحافلة بعشرات المصادر.

3-زياد بحيص –المصدر السابق –ورشة العمل –مؤسسة القدس الدولية.

4- ملف في مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد ٨، العدد ٣١ صيف ١٩٩٧ ص ٩٦ 0يمكن تحميل كل اعدادها من الانترنت

*لمزيد من المعلومات هناك دراسات ل :نعيم بارود وعدنان ابو عامر ونواف الزرو وتوفيق المديني والخبير خليل التفكجي......واخرون.

التعليقات على خبر: تهويد مدينه القدس

حمل التطبيق الأن